Page 92 - web
P. 92
دراسات أمنية
مراجعة كتاب
«الكفاح العالمي من أجل حقوق الإنسان الجديدة» ،دار نشر «جامعة
بنسلفانيا» )208( ،صفحة ،المحرر «كليفورد بوب» (2010م).
Clifford Bob (ed.), The International Struggle for New Human Rights,
University of Pennsylvania Press, Pennsylvania, 2010, 208 pages
مراجعة وتعليق:
د .خالد كاظم أبو دوح
مركز البحوث الأمنية – جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
في فصـــول الكتاب ،ومهد بشـــكل واضح للفصول الأشـــخاص والجماعـــات فـــي هـــذا العالـــم ،يناضل كانـــت – ومازالـــت – حقـــوق الإنســـان (Human
التاليـــة ،من خـــال تحديد القضايا الجديـــدة التي يتم باســـم حقوق الإنســـان. )rightsموضو ًعـــا رئي ًســـا في الأوســـاط الأكاديمية
الكفـــاح من أجلها في مجال حقوق الإنســـان ،وأخي ًرا والسياســـية والإعلاميـــة ،منـــذ الإعـــان العالمـــي
حـــاول المحـــرر تقديـــم نمـــوذج عـــام لكيفيـــة تحويل وهنـــا يظهـــر الســـؤال الكبيـــر الـــذي يجيـــب عنـــه لحقوق الإنســـان عام 1948م ،واعتراف معظم دول
الكتـــاب ومـــؤداه :ما الذي يســـهم في نجـــاح بعض العالـــم والمؤسســـات الدولية بالطبيعـــة العالمية -
المظالـــم اليوميـــة إلـــى قضايا حقوق الإنســـان. الأشـــخاص أو الجماعات أو الـــدول في نيل الاعتراف غيـــر المشـــكوك فيها -لحقوق الإنســـان ،ومع ذلك
ويأتـــي بعـــد ذلـــك «تشـــارلي كاربنتـــر» Charli العالمـــي بكفاحهـــم واعتبـــار القضايـــا التـــي يتبنوها يمكن تفســـير المـــواد الثلاثين من الإعـــان العالمي
Carpenterليطـــرح قضيـــة الأطفـــال مجهولـــي ويدافعـــون عنهـــا مـــن قضايـــا حقـــوق الإنســـان؟ بطـــرق متباينـــة ،تصـــل أحياًنـــا إلـــى حـــد التناقـــض
النســـب الذيـــن ولدوا نتيجـــة جرائم الاغتصـــاب التي ويرتبـــط بهذا الســـؤال ســـؤال آخـــر يدور حـــول :لماذا والاختـــاف ،ولذلك هنـــاك جدل عالمـــي دائم حول
تمـــت خـــال بعـــض الحـــروب والنزاعات المســـلحة تصـــادق وتعتـــرف المنظمـــات الدوليـــة ببعـــض مـــا يعتبـــر ح ًقـــا من حقـــوق الإنســـان ،ومـــا لا يعتبر
فـــي بعـــض الـــدول ،وذلـــك باعتبارها قضيـــة يجب المشـــاكل والقضايـــا وتربطها بحقوق الإنســـان ،ولا
النضـــال مـــن أجلهـــا لكـــي يحصـــل هـــؤلاء الأطفال كذ لك .
علـــى حقوقهـــم ،ولكي تعتـــرف المنظمـــات الدولية تعتـــرف بمشـــاكل وقضايـــا أخرى؟ وعلـــى هـــذا الأســـاس ،قـــام «كليفورد بـــوب» وهو
ودول العالـــم بهذه المشـــكلة كإحـــدى قضايا حقوق ويتجـــاوز هذا الكتـــاب النموذج التقليـــدي في الكتابة أســـتاذ جامعـــي متخصـــص فـــي دراســـة وتدريـــس
الإنســـان ،وناقـــش المؤلـــف خـــال هـــذا الفصـــل، عـــن حقـــوق الإنســـان ،لقد قـــام المحرر بجمع تســـع حقـــوق الإنســـان ،بتحريـــر هـــذا الكتـــاب الموســـوم
فشـــل المدافعيـــن عـــن هـــؤلاء الأطفـــال فـــي رفع دراســـات متنوعة ،ترتبط جميعها بعـــدد من القضايا بــــ «الكفـــاح العالمـــي مـــن أجـــل حقـــوق الإنســـان
مظالمهـــم إلى مســـتوى انتهاكات حقوق الإنســـان، الجديـــدة والمشـــكلات الإنســـانية التـــي يكافـــح من الجديـــدة» ،ليحلـــل ويناقـــش جهـــود العديـــد مـــن
بالرغـــم مما يتعرض لـــه بعض هـــؤلاء الأطفال من أجلهـــا مجموعـــات مـــن الأشـــخاص والمنظمـــات الأشـــخاص والجماعـــات والمؤسســـات التـــي تدافع
صـــور الأذى؛ مثـــل :وصمهم بأنهم أطفـــال الأعداء، باعتبارها من حقوق الإنســـان فـــي عالمنا المعاصر، عـــن قضايـــا جديـــدة ،وتحـــاول أن تنتـــزع الاعتـــراف
وجعلهـــم أهدا ًفا متكررة للإقصـــاء الاجتماعي والنبذ ومـــن هـــذه القضايـــا :إســـاءة معاملـــة الأطفـــال العالمـــي بأن هـــذه القضايا تعتبر مـــن قضايا حقوق
والتمييـــز ،ووصـــل الأمـــر فـــي بعـــض الـــدول إلـــى المولوديـــن نتيجـــة جرائـــم الاغتصاب خـــال الحروب الإنســـان؛ حيث إنه مـــن المعتاد أن تســـتخدم بعض
وفتـــرات العنـــف المســـلح ،وقضيـــة الحقـــوق الـــدول والمنظمـــات والجماعـــات المختلفـــة فكـــرة
قتلهـــم وتصفيتهم. الاقتصاديـــة والاجتماعيـــة والفقـــر المدقع ،وقضية حقوق الإنســـان كخلفية أو إطـــار للنهوض بقضاياها
وفـــي الفصـــل الثالـــث ،يتـــم تنـــاول قضيـــة حقوق خصخصة موارد المياه واســـتيلاء الشـــركات الخاصة وسياســـاتها ،ســـواء أكانـــت هـــذه القضايـــا أو
«الداليـــت» – Dalitوهـــم طبقة اجتماعية يشـــكلون عليهـــا في بعض الـــدول النامية ،وعـــدد من القضايا السياســـات لها علاقة مباشـــرة بحقوق الإنســـان أم
مـــا يقرب مـــن خمس ســـكان الهنـــد ،ويعانـــون من الأخـــرى التي يتـــم النظر إليهـــا باعتبارهـــا في طليعة لا ،وبنفـــس الطريقـــة تضع الجماعـــات المضطهدة
كل صـــور الفقـــر والتمييـــز – ويســـتعرض «كليفورد النضال الدولي المعاصر على درب حقوق الإنســـان، مظالمهـــا ومطالبهـــا فـــي إطـــار حقـــوق الإنســـان،
بـــوب» النضال الطويـــل لجماعة الداليـــت في الهند بالرغـــم مـــن أن تلـــك القضايا لـــم تل َق نفـــس القدر فتغليـــف أي قضية بخطاب حقوق الإنســـان ،يمكن
مـــن أجـــل المطالبـــة بحقوقهـــم ،وكيـــف نجحوا في أن يجـــذب الانتبـــاه للقضيـــة ،ويوفر لهـــا العديد من
رفـــع حقوقهم إلى مســـتوى الاعتـــراف بها من خلال مـــن الاهتمـــام الـــذي لاقته قضايـــا أخرى. المـــوارد وصـــور الدعـــم ،ويمكـــن للأشـــخاص الذين
مقاربـــة حقوق الإنســـان ،ولقد كان لتوحيـــد الجهود يفتتـــح المحـــرر «كليفـــورد بـــوب» الكتـــاب بالفصل يناضلـــون من أجل هذه القضايـــا الجديدة أن يحققوا
التنظيميـــة فـــي التســـعينيات وفاعليتهـــا ،ونجاحهـــا الأول الـــذي جـــاء بعنـــوان «الكفـــاح من أجـــل حقوق مصالحهـــم وأهدافهم ،فالواضح أن عـــد ًدا كبي ًرا من
فـــي بنـــاء شـــبكات واســـعة حـــول قضايـــا الداليـــت الإنســـان الجديدة» ،ولخـــص خلاله منهجيـــة الكتاب
وإطـــار العمل فيـــه ،وعـــرف بالمؤلفين المشـــاركين
92